*الرطوبة في كنيسة البشارة التاريخية باتت تهدد المبنى، وآثارها واضحة على الجدران الداخلية. 

*المجلس وضع كل طاقاته بالتعاون مع عدة جهات لضمان متبرعين بمبالغ طائلة.

*المجلس يؤكد على ضرورة وجود دور أساسي للمجلس في إدارة المدرسة الارثوذكسية في المدينة.

يزف مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية في الناصرة، بشرى إيجاد تمويل ضخم، لترميم جذري لكنيسة البشارة الأرثوذكسية التاريخية، وهي الكنيسة الأقدم التي ما تزال قائمة في المدينة، وتعاني من خطر محدق بسبب الرطوبة التي باتت آثارها كبيرة على جدرانها الداخلية، وأيضا ترميم كنيسة مار جوارجيوس ("القلاية") في دير المطرانية في المدينة، التي هي أيضا تحتاج لترميم جذري. في حين يطالب المجلس البطريركية الأرثوذكسية في القدس، بضمان دور أساسي للمجلس في إدارة المدرسة الأرثوذكسية في المدينة، التي من المتوقع ان تفتتح أبوابها في العام الدراسي ما بعد المقبل (2022/ 2023).

وقد وضع مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة، في السنوات الـ 14 الأخيرة، على رأس أولويات عمله، صيانة كنيسة البشارة، نظرا للأخطار على مبناها، واستقدم المجلس خبراء من العالم، في مجال المباني التاريخية، وعلماء آثار، وتبين أن الرطوبة هي الخطر الأكبر والمتفاقم على سلامة المبنى. 

إضافة الى أن التنقيب في محيط الكنيسة، كشف عن آثار كنيسة بيزنطية أخرى خلف كنيسة البشارة، أرضيتها من الفسيفساء، وتم حفر أولي؛ أما الكشف الكلي عنها يحتاج لميزانيات طائلة.

وعلى ضوء الخطر المحدق على الكنيسة، أقام المجلس طاقما للبحث عن متبرعين في العالم، نظرا لحاجة مشروع الترميم لملايين الشواقل. وتعاون المجلس في هذا المجال مع كهنة الرعية، المطرانية والبطريركية الأرثوذكسية في القدس، وتم إيجاد متبرعين من دولة روسيا الاتحادية، الذين وافقوا على التبرع وطلبوا أن يكون التمويل من خلال البطريركية، وهذا يشمل أيضا ترميم كنيسة مار جوارجيوس (القلاية). 

ويشمل المشروع حفر عميق حول جميع جدران الكنيسة الخارجية، لإبعاد مصادر الرطوبة عن الجدران، وعزل الرطوبة بطرق علمية، ومن ثم سيتم ترميم الكنيسة من الداخل، بما يشمل ترميم الأيقونات الجدارية (الرسومات الدينية على الجدران)، التي بات يُلاحظ العطب في كثير منها. 

وسيتوجه وفد من مجلس الطائفة إلى البطريركية هذا الأسبوع للتقدم بموضوع الترميم، وكي يبدأ التنفيذ في الفترة القريبة، وإنقاذ الكنيسة لأمد بعيد جدا. ومن ثم ستستأنف الجهود لضمان تبرعات لمواصلة الكشف عن الآثار خلف كنيسة البشارة، مما يعزز أكثر القيمة الدينية والتاريخية لكنيسة البشارة ومحيطها.

كذلك سيطرح وفد مجلس الطائفة على غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث وممثلي البطريركية، ضرورة ضمان دور أساسي لمجلس الطائفة في الإدارة العامة، للمدرسة الأرثوذكسية، التي تم بناؤها على جبل قصر المطران، في الناصرة، وتم الانتهاء من المبنى وتم تسليمه للبطريركية قبل أيام، ومن المتوقع أن تفتتح المدرسة أبوابها في العام الدراسي 2022/2023، بشكل تدريجي من حيث الصفوف بموجب خطة علمية مدروسة لاحتياجات المنطقة.

وبموازاة ذلك، فإن المجلس سيؤكد للبطريرك ثيوفيلوس، الذي سيرعى قداس عيد البشارة في الناصرة، في السابع من نيسان، على موقفه الرافض لاي عمليات تسريب للأوقاف الأرثوذكسية والتفريط بها، فهذا موقف أساس، يرتكز على الحق في حماية الأوقاف بشكل مبدئي وعام، والموقف المبدئي والوطني المرتكز على حماية الأرض وهوية الوطن.

ويؤكد مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة، المنتخب ديمقراطيا من أبناء الطائفة، الذين هم التجمع الأكبر للفلسطينيين الأرثوذكس في البلاد كلها، على أنه هيئة تنفيذية وواجبه القيام بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه، وهي مسؤوليات جسام، فهو يدير أوقافاً وشؤوناً دينية ومشاريع بنيوية واجتماعية، تحتاج للتواصل مع كل الهيئات الدينية والرسمية وحتى العالمية، ذات الصلة، وبضمنها البطريركية الأرثوذكسية في القدس. مع التأكيد على كل مواقفنا الوطنية والمبدئية، على مر عشرات السنين، مما جرى في مسألة الأوقاف، وغيرها.

الناصرة-نيسان 2021.